Pages

موضوع الملتقى وأهميته

تنوعت طرق التأليف في المذاهب الفقهية عبر الأزمان، ولقد كان لكل طريقة دواعيها ومسوغاتها، محاسنها ومساوئها، غير إن جميعها كان سببا في حفظ أصول هذه المذاهب وفروعها، اجتهاداتها وتطبيقاتها، وبالتالي في انتشارها وبقاء تراثها.
ولقد سلك المؤلفون مناهج مختلفة، وطرائق متعددة، سواء في جانب الأسلوب اختصارا أم توسعا، نثرا أم نظما، متنا أم شرحا. وسواء في التقيد بالمذهب، مع الاستدلال أو دونه، أم في عرض الخلاف والأقوال، مع الاستدلال أو دونه كذلك.
وتحتاج مثل تلك الجهود إلى إبراز وإظهار، وتعريف وتمثيل، واستفادة وتثمين.
ولئن كانت المناهج ونماذجها في المؤلفات المذهبية كثيرة جدا، فإن ما يسع له ملتقى وطني كهذا هو التركيز على إحداها، لما بين المؤلفات في المذهب الواحد من علاقة؛ فاختير في هذا الملتقى الأول نماذجها من مؤلفات المالكية في مختلف الفنون، تعريفا لطلاب العلم بها، وتنبيها للأساتذة والأئمة إليها، من جهة، ودعما لجهود مؤسسات وجمعيات كثيرة في ولايات أخرى انصبت على إبراز جوانب تتعلق بالمذهب المالكي السائد في البلاد، بل في شمال إفريقيا وغربها، من جهة ثانية، وإثراء للنشاط العلمي في ولاية غرداية سواء على مستوى الجامعة، أم على مستوى المؤسسات الدينية، المالكية والإباضية، من جهة ثالثة. ومن هنا كان هذا الملتقى العلمي الأول، وما رافقه من مسابقة في الموضوع نفسه، على أمل أن تكون الملتقيات القادمة في موضوعات مشابهة، بإذن الله تعالى وقوّته.
وانطلاقا من أهمية الموضوع يهيب المنظمون للملتقى بكل العلماء والباحثين والمختصين أن يساهموا بمداخلاتهم لوضع اليد على ما ذكر من مناهج التأليف الفقهي، وأبرز نماذجها في مؤلفات المالكية عبر التاريخ الإسلامي الطويل.